عفيف مشاقة –  محرر

يستكشف مقال اليوم دور الرياضة في التنمية الشخصية في الجامعات، لا سيما في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB).تعتبر الجامعة الأمريكية في بيروت واحدة من أعرق المؤسسات في لبنان والمنطقة العربية، حيث يتجلى التميز ليس فقط في المجال الأكاديمي، ولكن أيضًا في التنمية الشخصية والرياضية للافراد. وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأت الجامعة مركز تشارلز هاسلر الذي يوفر بيئة مناسبة للتطور الرياضي والشخصي لطلابها.

تعتبر الجامعة الأميركية في بيروت أحد أرقى المؤسسات التربوية والتعليمية في لبنان والجوار العربي، ويتجلى التميز فيها ليس فقط في الجانب الأكاديمي العلمي، بل أيضًا في تطوير الفرد من الناحية الشخصية والذهنية. تعتبر الرياضة جزءًا لا يتجزأ من تجربة الطالب البدنية والعقلية، إذ تعزز القدرات الاستيعابية والذهنية للممارسين. ولهذا الغرض، وفرت الجامعة الدعم اللوجستي والتسهيلات الفنية بفضل موقع حرمها المميز وقامت بتأسيس مركز شارلز هوستلر عام 2008، على اسم خريجها وسفير بلاده بعد تبرع سخي قدمه لإنشاء مركز والذي يهدف إلى تنظيم وإدارة الأنشطة الرياضية بمختلف أشكالها، وتوفير برامج رياضية ترتقي بالعافية المستدامة والصحة العامة.

يضم مركز تشارلز هوستلر مجموعة متنوعة من المرافق الرياضية مثل النادي الرياضي الداخلي، وحمام السباحة الداخلي، والملاعب الداخلية لمختلف الرياضات مثل الإسكواش وكرة السلة. كما تشتمل المرافق على ممشى خارجي من ست مسارات لممارسة الرياضة في الهواء الطلق.

تُمارَس في الجامعة العديد من الرياضات، بما في ذلك كرة القدم، وكرة السلة، والتنس، إلى جانب رياضات أخرى أقل شعبية، مثل رياضة الرماية بالسهام. ورغم أن هذه الرياضة تحظى بشعبية متواضعة، إلا أن هناك هواة لها في الجامعة يتمتعون بمهارات استثنائية.و دليل على هذه المهارات,فوز حديث بالبطولة الوطنية. لمعرفة المزيد عن هذه الرياضة و ممارسيها قمت بمقابلة مع ميرنا دربيه، رئيسة نادي الرماية السابقة في الجامعة.

فعند سؤالها عن سبب اختيارها رياضة الرماية من بين جميع الخيارات المتاحة,عبرت ميرنا دربيهعن اختيارها لهذه الرياضة بسبب حبها للرياضات الخطرة وسبق أنها كانت بطلة في رياضة القنص أو الرمي بالرصاص، وعند دخولها الجامعة سمعت باختبارات الرماية بالسهام، ومن هنا ظهرت مهاراتها في هذا المجال. وأضافت أن الرماية بالرصاص يختلف كثيرا عن الرماية استخدام القوس والسهام، فالأخير يتطلب انضباط في وضعية الجسم مع النفس والحركة العضلية لحظة التسديد والرمي.

 وعندي سؤالي عن الأثر الذي تتركه على الشخص، أجابت أن الصبر والثبات والمثابرة هم أهم سمات هذه الرياضة، والأهم هو المواصلة في تحدي الذات والنفس، الشخص عند الرمايه يمكن أن يخطئ في العديد من المرات إلا أن العزم والصبر للوصول للهدف هو جوهر هذه اللعبة.

 وأخيرا، تساءلت كيف يمكن لرياضة ذات طابع فردي كهذه أن  تنمي روح جماعية بين أعضاء فريق الرماية   فأتتني الاجابة  بأن رغم كون طريقة اللعب لغة فردية، لكن خلال حصص التمرين التي ينظمها منتخب الجامعة يتجلى الدور الجماعي مثل المبارزة بين المشاركين في التسديد، ويتوطد الروابط بين الأعضاء عبر التشجيع عند المبارزة وخصوصا في البطولات حينها يظهر طابع الأخوة والألفة و يدعم الأعضاء بعضهم البعض.

على الرغم من أن نادي الرماية لا يلاحظه الكثير من الناس أثناء التسجيل في النوادي الجامعية، إلا أنه يجب القول إن نادي كهذا يوفر فرصة لأولئك الذين يبحثون عن تجارب جديدة ومثيرة لالتقاط القوس وربما أن يصبحوا “روبن هود” أو “ليجولاس” التالي. فلما لا تنضم للنادي في المرة  القادمة التي يفتح فيه التسجيل؟