يرفند قوندره جيان  | كاتب صحفي 

    احتلّت الكويت المرتبة العاشرة عالميًّا من بين 91 دولة في تلوّث الهواء وفق منظّمة الصحّة العالميّة، مشيرةً إلى احتواء الهواء على 147 نوعا مختلفًا من البكتيريا فضلًا عن الفطريات التي تساعد على نشر الأمراض. دقّت منظّمة الصحّة العالميّة ناقوس الخطر ودعت الكويت لتحسين قدرتها على التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة للتحديات البيئيّة وتداعياتها على صّحة الإنسان. فما هي أسباب هذا التلوّث وانعكاساته؟ وكيف يمكن معالجته؟

     تتعرض النظم البيئيّة في الكويت إلى مشاكل تشمل التلوّث بأنواعه وتدني الموارد الطبيعيّة وزيادة التصحر وتراجع التنوع البيولوجي بحكم طبيعة البلاد وإمكانياتها وموقعها الجغرافي والانتهاكات التي تواجهها والممارسات البشريّة الخاطئة. بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان والتطور الشاسع في كلٍّ من المجالات العمرانيّة والصناعيّة والاجتماعيّة، شهدت الكويت زيادة ملموسة في استخدام المركبات بشكل مفرط إضافةً إلى تضخّم عدد المصانع التي تساهم في تفاقم مشكلة المخلّفات الصلبة. فالكويت من بين أعلى الدول المولدة للنفايات للفرد الواحد في العالم وذلك بسبب ارتفاع مستويات الانفاق الفردي على الاستهلاك والنمو الاقتصادي السريع مما يشكل عاملًا رئيسيًّا وراء توليد نفايات بشكل أكبر. يتم التخلّص من هذه النفايات عن طريق الردم الرغم من صغر مساحة البلاد. تولّد هذه المرادم كميّات هائلة من الغازات السامّة والانبعاثات الضارّة ولاسيّما إذا تمّ حرقها. كما يساهم انتاج النفط بوتيرة متسارعة في ازدياد مشكلة تلوّث الهواء، إذ ينجم عن عمليّة انتاج النفط تأثيرات بيئيّة بسبب الحوادث والأعطال والحرائق والانفجارات والتسربات التي تحدث.

     تنعكس هذه النسبة المرتفعة من تلوث الهواء في الكويت بالدرجة الأولى على صحّة الإنسان. تشمل الأعراض قصيرة المدى حكّة العيون والأنف والحنجرة والصفير والسعال وضيق التنفس وآلام الصدر والصداع والغثيان والتهابات الجهاز التنفسي العلوي وانتفاح الرئة. أمّا الآثار طويلة المدى فتشمل سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدمويّة وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والحساسيّة النامية إضافةً إلى النوبات القلبيّة والسكتات الدماغيّة. إلى جانب ذلك يؤثر هذا التلوّث على صحّة الأطفال بسبب تعرض الحوامل لمستويات عالية من تلوّث الهواء في أثناء الحمل.

      تبدأ الخطوات الاولى للحد من تلوّث الهواء في التقليل من استخدام السيارات والاستعاضة عنها بوسائل النقل الجماعيّة العامّة. كما يجب وضع خطط تُرشّد انتاج النفايات وتحدّ من انتاج الفرد لها. بعد التخفيف من الإنتاج يأتي العمل على إعادة استخدام الأشياء بدلًا من رميها وردمها. استخدام مصادر طاقة نظيفة واستعمال أجهزة موفرة للطاقة من شأنه أن يخفّف أيضًا من التلوّث. إضافةً إلى ذلك، ينبغي العمل على حماية صحّة الإنسان من خلال استخدام الكمامات وخضوع المواطنين لفحوصات دورية للكشف مبكرًا عن الأمراض المميتة التي تحدث بسبب تلوّث الاهواء.

    تُعتبر مشكلة تلوّث الهواء مشكلة في غاية الخطورة لما يترتب عنها من انعكاسات على البيئة وعلى صحّة الإنسان. لذلك يجب تضافر الجهود من قبل الحكومة والجمعيّات البيئيّة للحد من هذا الخطر كما يجب نشر التوعية لدى المواطنين لتنمية الحس البيئي والإنساني لديهم.