Anonymous
امتلأت قاعة محاضرات تشارلز هوستلر في الجامعة الأميركيّة في بيروت بالحاضرين من طلّابٍ وأساتذة. وقد قرّرت معظم الحاضرات من النّساء أن يجلسن على اليمين، وقرّر الرّجال بدورهم الجلوس على اليسار، تاركين بين الضّفّتيْن فراغًا زُيِّن بالكوفيّات الفلسطينيّة والزّهور. كلّما دخل طالبٌ أو أستاذ، أعطاه المنظّمون صورةً لأحد الشّهداء المدنيّين الذّين استهدفهم جيش العدوّ “الإسرائيلي” في جنوب لبنان خلال الحرب الحاليّة.
بعد لحظات، دخل الضّيف المنتظَر، الباحث في العلاقات الدوليّة، د. حسام مطر، برفقة مدير مركز دراسات الأرض في فلسطين في الجامعة، د. رامي زريق. إفتتح د. زريق النّدوة مرحّبًا بالحضور، ومعرّفًا ومرحّبًا بالضّيف. وقد نوّه د. زريق بالنّادي الثّقافي الجنوبي لإقامته هذا اللّقاء بالتّعاون مع المركز، مبديًا تشجيعه لإقامة المزيد من الأنشطة المشتركة في المستقبل.
صعد د. حسام مطر إلى المسرح، وجلس على كرسّي وخلفه تصميمٌ يُظهر حائطًا إسمنتيًّا مثقوبًا يظهَر من خلاله مسجد “قبّة الصّخرة” في القدس المحتلّة. رحّب د. مطر بالحضور، وعرّف عن نفسه مجدًّدا، وأعلن عن كيفيّة تقسيمه لكلمته.
بدأ د. مطر كلمته من حيث يفرض عنوان النّدوة: الحرب الحاليّة، ولكنّه قرّر الحديث عنها من ناحيةٍ أكاديمية. بدأ بوصفها بأنّها “صراعٌ غير متماثل،” عمقه سياسيّ، وأنّ أهمّ ما في صراعٍ كهذا هو توازن المصالح، وليس القوّة. كما أشار أنّه، علميًّا، كلّما طالت حربٌ كهذه، كلّما غامر الطّرفان المتحاربان بشكلٍ أكبر. وفي الحرب الحاليّة، يرى د. مطر وجود “لا تماثُل في احتمال الثّمن،” أي أنّ الطّرف المناوئ لـ”إسرائيل” مستعدّ لتحمّل دفع الثّمن في الأرواح أكثر من الجيش “الإسرائيلي” الكلاسيكي.
وتحدّث د. مطر عن حدوث تغيّر في الرّأي “الإسرائيلي” الذي بات يرى أنّه يمكن للمنظّمات أن تتحوّل إلى تهديدٍ وجوديٍّ – خلافًا للرّأي القديم الذي كان يرى أنّ التّهديد الوجودي هو من قِبل الجيوش العربيّة فقط. وقد شرح د. مطر التّهديدات الحاليّة في الجنوب.
وعن احتمال نشوب حرب بين “إسرائيل” ولبنان، طمأن د. مطر الحضور بقوله أنّه متدنيًّا في المدى المنظور – أي منذ الآن ولغاية الانتخابات الرّئاسيّة الأميركيّة المقبلة. وأكّد أنّ الجانب اللبنانيّ يدير التّصعيد والهدف منع الحرب مع الاستعداد لها.
وعند سؤاله عن “الخطوط الحمر” عند الطّرفيْن، قال أنّ الخطّ الأحمر بالنّسبة إلى الحزب هو استهداف “إسرائيل” المدنيّين في لبنان، والخطّ الأحمر بالنّسبة إلى “إسرائيل” هو استهداف المدنيّين والمراكز الحيويّة بالصّواريخ الدّقيقة التي يملكها الحزب.
وعند سؤاله عن وجود خلاف بين أميركا و”إسرائيل،” أجاب أنّ الطّرفيْن متّفقيْن على أهداف نهائيّة للحرب مثل إلحاق الهزيمة بحركة “حماس،” إلّا أنّ الخلاف الجوهري بين إدارة بايدن ونتنياهو ومن معه من المتطرّفين هو على كيفيّة الوصول إلى تلك الأهداف، فبايدن يميل نحو حلّ لا يقتصر على العسكر إنّما يشمل السّياسة أيضًا، أمّا نتنياهو فيعارض هذا الأمر ويعوّل على الوسيلة العسكريّة. وأكّد الضّيف أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة تتحمّل المسؤولية الأكبر عن ما جرى ويجري في غزّة.
“وختم د. مطر بقوله أنّ الولايات المتّحدة، التي يرى أنّها بحاجة إلى استرضاء حلفائها طالما أنّ لذلك التّحالف جدوى، عندها تحدٍّ حاليٍّ، وهو ضبط “إسرائيل.