أليسار إزرافيل | كاتبة

 

في ختام أسبوع فلسطين في الجامعة الأميركيّة في بيروت، قدّم كورال الفيحاء الوطني اللبناني أمسية غنائية بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان في قاعة الاسمبلي هول نهار السبت في 9 آذار، 2024. .لا بد من الإشارة الى ان عدد الحضور فاق ال 600 شخص 

افتتحت الأمسية التلميذة جنى حميّد، رئيسة النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة الأميركية في بيروت، بالقول: “أرحب بكم بإسم النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة. أشكر كل من ساهم في نجاح أسبوع فلسطين وعلى رأسهم د. بانه باشور، منسقة نشاطات أسبوع فلسطين وأستاذة محاضرة في الجامعة الأميركية. وأشكر أفراد الجامعة الأميركية الذين نظموا وشاركوا في النشاطات خلال هذا الأسبوع. والأكيد أن أسبوع واحد لفلسطين لا يستطيع أن يفيها حقها وحق الألم الذي مر فيه شعبنا بل أنها تحتاج عمر كامل أو ربما أكثر. هذه الإبادة والتطهير العرقي الحاصلة منذ 75 عاما وليس 155 يوما فقط. والفرق ان تلك ال 155 يوما كانوا أكثرهم عنف وهمجية لجرائم الاح ت ل ا ل التي تم توثيقها.” وأضافت، “إننا موجودون هنا من داخل الجامعة الأميركية لنتكلم عن هذه القضية ولكي نوصّل صوت فلسطين وغزة وأن ننقل جزء من معاناتهم. القضية الفلسطينية لا يجب أن تنسى والأمل لا يجب أن يموت. كان الاح ت ل ا ل يراهن على أن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن الصّغار لن ينسوا ولن يسامحوا ولن يتوفقوا عن المقاومة حتى تتحرّر كلها”.

جنى حميّد

الدكتورة منى حلّاق، رئيسة مبادرة حسن الجوار ومهندسة معمارية  واستاذة محاضرة في قسم الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، قالت في كلمتها: “بداية، نقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء في فلسطين وجنوب لبنان” ووقف الجمهور في صمت وخشوع. وأكملت حلّاق قائلة: “في ختام أسبوع فلسطين، كورال الفيحاء الوطني اللبناني يقدّم أمسية غنائية ضمن أسبوع فلسطين. وهذا الحفل يعود ريعه الى مؤسسة غسان أبو ستة” وختمت حلّاق بقصيدة للفلسطيني الراحل رفعت العرعير(اثر القصف الاسرا ئ ي لي على قطاع غزّة) وجاء فيها: إذا كان يجب أن أموت/ فلا بد من أن تعيش/ تعيش لتروي قصتي/ لتبيع أشيائي/ لتشتري قطعة من القماش/ وبعض الخيوط/ اجعلها بيضاء بذيل طويل/ حتى أن طفلا، في مكان ما في غزة/ بينما ينظر إلى السماء بعينه/ ينتظر والده الذي مات في حريق/ دون أن يقول وداعاً لأحد/ أو حتى للحمه/ أو حتى لنفْسِه/ يرى الطائرة الورقية/ طائرتي الورقية التي صنعتَها، تُحلّق عاليا/ ويعتقد للحظة أن هناك ملاكاً يعيد الحب/ إذا كان يجب أن أموت/ فدعها تجلب الأمل/ ولتكن حكاية”. وفي نهاية الكلمة، قدّمت د. حلّاق، قائد ومؤسس كورال الفيحاء الوطني اللبناني، المايسترو باركيف تسلاكيان الى خشبة المسرح.

د. منى حلّاق

بدأ المايسترو تسلاكيان كلمته بالتعريف عن برنامج الحفل وقال: “ان برنامج الحفلة مليء بالأغاني من التراث الفلسطيني وأغاني عن فلسطين، إضافة إلى أغاني من التراث العربي بشكل عام. والحفلة هي إهداء إلى الشعب الفلسطيني”. أولى أغاني الكورال لهذه الأمسية كانت أغنية “أنا وشادي” من كلمات وألحان الأخوين الرحباني ومن تأليف وتوزيع كورال للدكتور ادوارد طوركيان. أشار المايسترو تسلاكيان الى أن “الأغنية كتبت في عام 1968 أي مع مرور 20 سنة على النكبة الفلسطينية في عام 1948. وان المعنى وراء الأغنية وخصوصا شخصية “شادي” شبيهة بشخصيّة “حنظلة” أي الولد الفلسطيني الغاضب الذي رفض أن يكبر ورفض أن ينسى القضية الفلسطينية”. قدّم الكورال أغاني من التراث اللبناني والأرمني وأغاني متفرّقة منها “ميدلي نادين لبكي” و”ميدلي الدبكة اللبنانية” و”لما العتمة”. وقدّمت رولا أبو بكر دور مميّز في الغناء الافرادي في أغنية “يا حبيبي” وأغنية “لبسوا الكفافي”. بالنسبة الى أغنية “لبسوا الكفافي”، من ألحان مارسيل خليفة. أمّا أغنية “زهرة المدائن” هي للأخوين الرحباني من تأليف وتوزيع كورال للدكتور ادوارد طوركيان. المايسترو تسلاكيان كان يشرح صورة الأغنية بالقول، “ان د. طوركيان، أضاف على الأغنية صلوات مسيحية وإسلامية. ان الهدف من الأغنية هي ان تأخذنا في جولة في القدس. تبدأ الأغنية بصلاة في كنيسة سريانية ومن بعدها صلاة في كنيسة أرمنية. ثمّ نسمع الصلوات آتية من الكنيسة المارونية والسريانية. وعندما ندخل إلى الجامع، نسمع “أفي ماريا” من صلوات الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية وأخيرًا وليس آخرًا، نصل إلى الكنيسة الارثوذكسية. إذا نظرنا الى القدس من الأعلى، نرى أن الصلوات كلها مجتمعة تلتقي مع بعضها البعض وتصعد إلى نفس الاله. وتألفت خصيصًا لكورال الفيحاء في سنة 2006 أي بعد حرب تموز، لنشرح للناس في حفلاتنا في البلدان العربية والأوروبية، أننا نريد أن نصلّي، لكنّهم لا يريدوننا أن نقوم بذلك”. شدّد المايسترو تسلاكيان إلى أنه “من الضروري تعليم وبناء قادة للكورال للمحافظة على استمرارية الكورال. مع الأسف، لا يوجد اختصاص قائد كورال في العالم العربي لذلك من الصعب وجود كورال. وأضاف أن كورال الفيحاء يساعد ويشرف ويدعم كورالات عديدة في المناطق العربية ليصبح أسلوب حياة ويتطور ويستمر في البلدان العربية. ان الكورال الفيحاء أنتج قادة ومن بينهم قائد وصل إلى مستوى الاحتراف واسمه أسامة شرف الدين الذي أدار 4 أغاني ومنهم، “وعيونها” و”يا ظريف الطول” و”تسلم يا عسكر لبنان” و”بحبك يا لبنان” والذي ألّف ووزّع للكورال أغنيتين قدّمت في الأمسيّة وهم “لمّا العتمة” للموسيقي زياد الأحمدية وأغنية “ليلة” للمطرب عبد الرب ادريس.

المايسترو باركيف تسلاكيان

كان الحضور يصغي بشكل رائع لأن الأهم من فن السمّع هو فنّ الإصغاء. والأفضل أن ينفصل الجمهور عن الهواتف ليتمكنوا من الحصول على تجربة غنائية ثقافية فنية فريدة من نوعها. وبالفعل، كان الجمهور مستمع بأداء وانضباط واحتراف الكورال وقائده وخصوصًا قوة التركيز الأعضاء على القائد. ان جزء من أسرار النجاح هو خلق الثقة بين القائد وأعضاء كورال. كان الكورال يغني بانسجام وتناغم مميزين وهذا دليل على المثابرة والالتزام في التمارين. يوجد ثلاث فروع لكورال الفيحاء في لبنان، في طرابلس في الميناء أيّام الخميس والجمعة والسبت وفي بيروت، في الجامعة الأميركية في بيروت أيّام الثلاثاء والأربعاء والخميس وفي الشوف، في بلدية الجديدة أيّام الاثنين والثلاثاء والأربعاء.

ختامًا، شكر المايسترو باركيف تسلاكيان الجامعة الأميركية في بيروت والحضور الكريم ومؤسسة غسان أبو ستة والدكتورة منى حلاق التي ساهمت في إحياء فرع بيروت مرة ثانية في تمارين أسبوعية .في قاعة وست هول في الجامعة الأميركية في بيروت

 

رولا ابو بكر

أسامة شرف الدين

الجمهور الكريم

@fayhanationalchoir :الانستغرام
Fayhanationalchoir.com:الموقع الالكتروني