بشير جرجس طنّوس | كاتب صحفي
بصر مشروع “ويلي ويل” الحياة في يونيو الماضي حين صوّب ثلاثةُ طلّابٍ في الجامعة الأمريكيّة في بيروت – كارين كورداب، ليال طنّوس، ويوسف جعفر – بوصلتهم على جعل لبنان أكثر استيعابًا للأشخاص ذوي الإعاقة
دلف الفريق بخطىً شرسةٍ لهتك الحجب في هذا المضمار باستضافةأفرادٍ عربدت الإعاقة حياتهم بالمشقّات. محقونين بالعزيمة، سعى الطلّاب الثلاثة إلى تحدّي الواقع و تسهيل معترك هؤلاء اليوميّ. و بفضل جهودٍ دؤوبةٍ، أُدرج المشروع على القائمة القصيرة لهاكاثون توسّل الذكاء الاصطناعيّ لتسهيل حياة ذوي الإعاقات و الذي نظّم فعاليّاته منتزه “طلال و مديحة زين الاصطناعيّ للابتكار”. لم يوفّر أعضاء الفريق جهداً لترجمة أفكارهم التقدميّة على أرض الواقع و خاضوا منافسةً شرسةً للحياز على المرتبة الأولى. و سرعان ما احتضنهم المنتزه الاصطناعيّ في فبراير الجاري و بدأ ربْطهم بمموّلين محليّين و عالميّين
في مقابلةٍ لها على الLBCI ، أطلعت كورداب، المسؤولة عن إدارة الأعمال الابتكاريّة، المشاهدين على المشروع الذي تعمل و زميلاها عليه. يهدف “ويلي ويل” إلى تمكين الأفراد ذوي الإعاقة، و خلق بيئةٍ حاضنةٍ يزدهرون فيها و يؤدّون دورهم كأفراد مستقلّين و ناشطين في المجتمع. كما و يؤدبُ إلى كسر الصور النمطية التي تظلّل ذوي الاعاقة و تصويب مكمن المشكلة، فهؤلاء الأفراد ليسوا عاجزين، إلّا أنّهم يفتقدون البنية التحتيّة التي من شأنها تسيير يوميّاتهم
في مرحلته الأوليّة، يوفّر “ويلي ويل” خدمتين: الأولى خريطةٌ رقميةٌ تصنّف مدى أهليّة الأماكن لاستقبال الأفراد ذوي الإعاقة، و ذلك وفق معاييرٍ عالميةٍ، نضرب على سبيل المثال لا الحصر،الأمم المتّحدة ومعايير الأماكن المجهّزة التي أقرّها الاتّحاد العالميّ للإعاقة. في حديثٍ لها لأوتلوك، لفتت طنّوس، مديرة الشؤون العامّة والخدمات اللوجستيّة، إلى أن عمليّة التصنيف دينامكيّة أي أنّ تصنيف المكان يتغيّر وفق تغيّر التسهيلات التي يقدّمها. ليوسف جعفر، المختصّ بالذكاء الاصطناعيّ و التصميم الرقميّ، تعليقٌ هنا، و هو أنّ جمع البيانات عمليّةً معقدةً، و يعمل و الطالبتان على تكثيف المصادر و تحفيز متطوّعين على جمع البيانات بما يختصر الوقت و يصون الجودة
يهدف “ويلي ويل” كذلك إلى تحفيز أصحاب الأعمال و تحريك عجلة السوق الراكدة
في حقيقةٍ تجبل الأمل بالألم، فريق “ويلي ويل” هو الأوّل في لبنان والدول الإفريقيّة والآسيويّة ليضع تأهيل المرافق المحليّة نصب عينيه. بينما طوّرت الدول الغربيّة، و في مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكيّة و كندا، مشاريع مماثلةً، لم يلحق الشرق بهذا الركب التكنولوجيّ-الإنسانيّ بعد
يعمل الفريق اليوم على جذب الاستشارات ويتلّقى دعماً متيناً من أساتذةٍ و رعاة أكادميّين داخل الجامعة. كما و يكشف الفريق عن كفاءةٍ في وضع منهجيّة عملٍ توصله إلى العالميّة. يسعى الطلّاب في المستقبل القريب إلى اختبار الخطّة في لبنان لمقاربة دينامكيّةالسوق و من ثمّ إطلاق المشروع دوليّاً و ذلك بدعمٍ من المستثمرين في المنتزه الاصطناعيّ
غنيٌّ عن البيان أنّ ذوو الإعاقة سواسيةً في الحق بحياةٍ لائقةٍ و فرصٍ متكافئةٍ. “ويلي ويل” مبادرةٌ واعدةٌ تجلب الأمل للملايين اليوم في عالمٍ باتت فيه التسهيلات امتيازاً لا حقّ. في كلمته الأخيرة، توجّه جعفر إلى ذوي الاعاقة بحرارةٍ ملموسةٍ: “لا تستسلموا أبدًا. أنتم لستم عاجزين، بل مقتدرين و ‘ويلي ويل’ عازمٌ على استرداد حقوقكم و تحقيق أحلامكم الكبيرة التي تقارع السماء”