سعد كريدية – محرر
الحرية كباقي القيم الإنسانية, اعطيت للجميع بشكل متساوي ولا يحق لاي احد ان ينزع هذه القيمة من اي فرد او مجموعة. فالحرية تتجلى في كثير من أقسام الحياة من حرية التعبير إلى حرية المعتقد . فالحرية هي استطاعة الشخص إبداء رأيه دون وجود أي نوع من الضغوطات المحيطة التي قد تأثر بشكل او باخر على توجهه.
برزت هذه الثقافة في لبنان قبل نشأته وهذا نتيجة تولي الحضارات على أراضيه وتأثر الشعب بها, مما أدى إلى استقطاب مختلف الأفكار والتراث. منذ أواخر القرن 14, بدأ سكان جبل لبنان بارسال اولادهم الى الدول الأوروبية مع بداية النهضة لتلقي أحدث العلوم. ومع عودتهم استطاعوا إحياء العلم وذلك من خلال فتح المدارس. واستطاعت الحرية زيادة الريادة والإبداع مما ادى الى أهم الإنجازات المعرفية والفنية والصحية والاقتصادية وغيرها الكثير وذلك بسبب الطاقات الموجودة في المجتمع. قامت النهضة الفكرية العربية ما أدى إلى تطور حركة التعليم العام والعالي واستعادت لغة الضاد تألقها. ثم استطاع أدباء لبنان صوغ لغة عربية جديدة التي أصبحت هي لغة الأدب والفكر والعلم والصحافة في العالم العربي. وبسبب الحرية أصبح لبنان هو عاصمة الصحافة ومركز الطباعة العربية ثم طال المسرح والشعر الحديث. ولم تقف الأمور عند هذا الحد, بل أصبح لبنان هو مستشفى العرب ومصرفهم وملاذ المفكرين على أنواعهم.
ومع قمع الحريات التي نشهدها في كل لبنان, نرى كيف تأثرت الكتابة والصحافة, وللاسف ايضا فان المواهب الابداعية تهاجر لكي تجد من يدعمها. إن بقي الوضع على حاله فلن يبقى لبنان محط أنظار العرب, لذلك علينا ان نعمل من جديد لاعادة ما خسرناه في الفترة الاخيرة.