ريان علي أحمد | كاتبة

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”  أن جميع المستشفيات في شمال قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة، في ظل تصاعد القتال العنيف بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي الحركة. وأكد وكيل وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، أن مستشفى الرنتيسي ومستشفى الشفاء تم تفريغهما بالكامل من الجيش والمرضى والكادر الطبي بسبب التهديدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الوضع خطير.

وأوضح أبو الريش أن الأوضاع مماثلة في مستشفى الشفاء، حيث لا يمكن الوصول إلى النساء اللاتي سيلدن، وتزايدت التحديات بسبب إطلاق النار والقذائف على سيارات الإسعاف. كما أشار إلى أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفى الشفاء، مع تزايد حالات الوفيات بسبب انقطاع الكهرباء في قسم العناية المكثفة.

وفي سياق متصل، يعيش آلاف الفلسطينيين العالقين في مستشفى الشفاء دون ماء ولا كهرباء، مع تحول المستشفى إلى مأوى للنازحين تفتقر إليه الإمدادات الأساسية. الوضع يتسم باليأس والحاجة الملحة للمساعدة في ظل تصاعد القتال والحصار الإسرائيلي الذي يؤثر سلباً على الخدمات الصحية والإنسانية في المنطقة.

وكشف منسق فريق البعثات الطبية لمنظمة الصحة العالمية، السيد كيسي، عن الصعوبات الكبيرة التي تواجه المستشفيات المتبقية في قطاع غزة خلال ظروف التصعيد الحالي. وخلال زيارته لمستشفى الأقصى في المنطقة الوسطى، أفاد كيسي بأن 70% من موظفي المستشفى فروا إلى الجنوب خوفاً من التهديدات وأوامر الإخلاء.

وأكد كيسي على أن هناك “دفعة هائلة من الناس نحو الجنوب” تضغط على المرافق الصحية في المنطقة، ما جعل المستشفيات تمتلئ بالمرضى والنازحين. وقلقاً كبيراً وصف تكثيف العمليات العدائية حول المستشفى الأوروبي في خان يونس بجنوب البلاد.

وفي تصريحه، حث كيسي على حماية المرافق الصحية، معتبراً أنها “الخط الأخير للرعاية الصحية الثانوية في غزة من الشمال إلى الجنوب”. ودعا ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريتشارد بيبركورن، المجتمع الدولي إلى اتخاذ نهج “أقوى بكثير” تجاه هذه القضية، مشددًا على أنه “لا يمكننا تحمل خسارة أي مستشفى”.

في تقرير شامل لمجلة “972” الإلكترونية، تُسلط الكاتبة رويدا كمال عامر الضوء على الحياة الصعبة التي يواجهها عمال الدفاع المدني في قطاع غزة خلال الهجمات الإسرائيلية. تقدم الكاتبة شهادات مؤلمة من خلال لقاءات مع عمال الإنقاذ، تكشف عن تفاصيل حية حول الصعوبات التي يواجهونها يوميًا.

تناول التقرير معاناة إبراهيم موسى، أحد عمال الدفاع المدني، الذي يصف حياته تحت القصف، مُشيرًا إلى أنه لا يستطيع النوم بسبب صدى أصوات وأنين العالقين تحت الأنقاض. 

وكان قد أشار إبراهيم موسى، الى التحديات التي يواجهها في مهمته الإنسانية خلال الحروب. في إحدى الليالي، وبينما القصف يتسارع، يجد إبراهيم نفسه يحفر بين أنقاض منزل تعرّض للضرب، يبحث عن ناجين. يتعامل مع صراخ الأطفال العالقين، يطلب منهم أن يكونوا صامدين حتى يصلوا إليهم.

في لحظة معينة، يجد إبراهيم ساقين عالقتين، وعندما ينجح في تحريرهما، يكتشف أنهما تعود لفتاة تُدعى عائشة، تبلغ من العمر 12 عامًا. يروي إبراهيم تفاصيل لحظة إنقاذها وكيف كان يعيش معاناتها تحت الأنقاض. عائشة تحكي له أن 8 من أفراد عائلتها ما زالوا عالقين، بما في ذلك 9 أطفال صغار.

رغم قلة المعدات والظروف القاسية، يظل إبراهيم مصرًا على مواصلة البحث والإنقاذ. يحمل قصته قوة الإرادة والتضحية، حيث يتحدى التحديات ويعمل جاهدًا من أجل إنقاذ الأرواح تحت ظروف صعبة. قصة إبراهيم تجسد الشجاعة والإنسانية التي يبذلها عمال الدفاع المدني في غزة

 يواجه عمال الدفاع المدني نقصًا في المعدات وصعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة. مع تركيز القصف على مجمعات سكنية بأكملها، يزداد الضغط على المستشفيات التي تكون مليئة بالمصابين والنازحين. الحكاية تبرز الحاجة الملحة للمساعدة الإنسانية وتعزيز الدعم الطبي والإنقاذ في ظل الأوضاع الطارئة.

في الختام ، يدعو العالم إلى تعزيز الجهود الإنسانية، وضمان وصول المساعدات الطبية والإنقاذ إلى المناطق المتضررة بأسرع وقت ممكن. يجب أن تكون مستشفيات غزة محور اهتمام المجتمع الدولي لتوفير الدعم الكافي للمرافق الطبية وضمان تقديم العناية الصحية للمرضى والمصابين.

:المصادر

https://arabic.cnn.com/amphtml/middle-east/article/2024/01/09/who-warns-it-cannot-afford-to-lose-hospitals-in-southern-gaza

https://aawsat.com/العالم-العربي/المشرق-العربي/4665206-«حماس»-كل-مستشفيات-شمال-غزة-خارج-الخدمة

https://www.aljazeera.net/politics/2023/12/20/%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%b5%d8%b1%d8%ae%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%aa