كاتب | عفيف مشاقة

خلال اللعب في الدوريات والبطولات سواء كانت محلية، قارية أو عالمية يسعى اللاعبون للتميز وخط طريق النجومية، لتسجيل النصر
لأنديتهم ومنتخباتهم، وإيصال مسيرتهم إلى القمة. قيمة اللاعب في كرة القدم تقوم على أداء العنصر البشري في ميدان اللعب عبر أرقامه
كالأهداف، المساهمات، الصناعة، دقائق اللعب والألقاب فضلا عن أمور إنسانية وإنجازات شخصية مثل التألق بعض الإصابة أو كسب
ثقة الجمهور ونحو ذلك.
في عالم الرياضة، وبالأخص كرة القدم، تم إنشاء عدة جوائز فردية لمكافأة اللاعبين الذين يشملهم ما ذكر في الأعلى، ومن أهمها اليوم:
جائزة البالون دور (Ballon D’or) وجائزة الأفضل (The Best). الأولى تُمنح من قِبل جريدة فرانس فوتبول، وقد قُدِّمَت للمرة الأولى
عام 1956، اللاعب الإنجليزي ستانلي ماثيوس. كانت هذه الجائزة في البدايات لا تقدم إلا للاعبين أوروبيين، لذلك لم يتوج مارادونا بها
خلال مسيرته. لكن الأمر تغير مع مرور الوقت، ففي العام 2010، صارت تعتبر الجائزة، جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم وتقدم
من الفيفا، تحت اللقب كرة الفيفا الذهبية. وصولا للعام 2016، عندما انفصلت كلتا الجائزتين، وعادت فرانس فوتبول وتفرَّدت في
جائزتها، وأنشأت الفيفا جائزة منفصلة وهي الأفضل (The Best).
جائزة البالون دور تقدم للاعب في كرة القدم للرجال وأخرى للاعبة في الكرة النسائية، حيث يتم ترشيح وتسمية اللاعبين واللاعبات
حصرا من قبل صحفيين رياضيين متابعين. الصحفيين نفسهم يصوِّتون لأفضل ثلاث أسماء في كلا الجائزتين. على عكس جائزة الفيفا
الأفضل، هناك عشر جوائز تقدم لأفضل لاعب ولاعبة، أفضل حارس وحارسة، أفضل لاعب ولاعبة تحت سن 21، جائزتين للمدربين،
جائزة لأفضل جمهور، جائزة ل اللعب النظيف، وأخيرا جائزة بوشكاش لأفضل هدف. أما التصويت، فيتمتع بالتعددية والشفافية. عند
التركيز على جائزة أفضل لاعب في كرة القدم عند الرجال، يتكون لدينا أربع فئات ستصوت، أولا: قادة المنتخبات، قائد كل منتخب في
هذا العالم يشارك في التصويت. ثانيا المدربون، ثالثا، الصحفيون، وأخيرا، الجمهور. الأعضاء وفي أي فئة كانوا، يقترحون ثلاث أسماء.
الأول، يحصل على خمس نقاط، والثاني والثالث على ثلاث ونقطة واحدة على التوالي.
مؤخرا، اندلع جدال واسع حول جائزة أفضل لاعب للرجال، والتي فاز بها ليونيل ميسي للمرة الثالثة على التوالي. نال جائزة أفضل
لاعب للرجال عن عام 2023، وكان من المرشحين الفرنسي كيليان مبابي المتألق مع منتخبه وناديه، وهداف الدوري الفرنسي. فضلا
عن النرويجي إيرلينغ هالاند، الحائز على الثلاثية مع ناديه، وهداف الدوري الإنجليزي، أكثر من سجل في الدوري الإنجليزي في آخر
عشر سنوات، بحوزته 36 هدفا. رغم كل ذلك، تحصَّلَ عليها ليونيل ميسي، لكن هذه المرة كان الأمر معقد. فقد تعادل ليونيل وهالاند في
مجموع النقاط التي حصلوا عليها من الفئات الناخبة، عندها دخلت المادة الثانية عشر من قانون الفيفا حيز التنفيذ والتي تنص أنه في حال
تعادل مرشحين في مجموع النقاط، يفوز من نقاطه أعلى لدى الفئة الأولى أي فئة قادة المنتخبات، وقد حاز ليونيل على 107 أصوات
مقابل 64 لهالاند، وبهذا يكون ميسي وقد حصل على هذه الجائزة كأول لاعب يلعب خارج أوروبا وأكثر اللاعب تحقيقا للجائزة إلى
الآن.
إدراج ميسي ثلاث مرات على التوالي حقا كان مثير للسخرية. ففي مطلع 2023، عندما توِّج ميسي بها، كان التبرير هو إحرازه كأس
العالم التي حُرِمَت منها الأرجنتين لعقود. الآن وبعد مرور عام على كأس العالم، لم تعد أخبار ميسي تعج كسابق، خصوصا عند انضمامه
للدوري الأمريكي. فقد أعلن أنه أراد بقراره هذا الابتعاد عن الأضواء، والاهتمام بعائلته. إلا أنه فاز بها للمرة الثالثة مؤخرا كأفضل
لاعب كرة قدم للرجال للعام 2023 فما الذي أنجزه ميسي خلال موسم 2022 2023 لم يحققه باقي المرشحين؟ والمضحك في الأمر،
هو تغيب ميسي وباقي المرشحين عن حفل التتويج. كان هذا القرار كفيل في التشكيك حول طريقة التصويت وتسمية اللاعبين، ويبدو أنَّ
سياسة فرانس فوتبول كانت أكثر منطقية من الفيفا. الصحفيين وقبل تصنيف اللاعبين يقومون بمراقبة اللاعبين وأعداد التقارير طوال
السنة حول أدائهم الرياضي، أي أن المهنية تلعب دورا هاما في تصنيف اللاعبين، والبعد عن المشاعر والعواطف أمر هام ينبغي أن
يتحقق عند الفيفا. حيث ثقل صوت الجماهير وقادة منتخبات العالم لعبت دورا هاما في هز سمعت الجائزة.