عبر حسابها على تطبيق تلغرام، أعلنت قناة “القدس اليوم” الفضائيّة نبأ استشهاد المدير العام للقناة الصّحفيّ وائل أبو فنونة في “استهداف صهيوني غاشم على مدينة غزّة” [1].

يُذكر أنّ أبو فنونة ليس أول من يستشهد من العاملين في هذه القناة، فقد سبقه زميله المحرِّر الصّحفيّ د. حسان فرج الله، والمصوّر الصّحفيّ أحمد خير الدين، والصّحفيّ محمد نبيل إبراهيم الزق، والمراسل الصّحفيّ جبر أبو هدروس، والصّحفيّ محمّد جمال الثّلاثيني. وكلّ هؤلاء الصّحفيّون هم من نفس القناة وقد استشهدوا في الحرب الحاليّة [2][3].

وبحسب الصّحفّي في قناة الجزيرة أنس الشّريف، فقد استشهد أيضًا من الذين عملوا في القناة نفسها الصّحفيّون حمادة اليازجي، محمّد أبو هويدي، ومحمود مشتهى [4].

وطبعًا إنّ عددًا من هؤلاء الصّحفيّين استشهد مع عدد من أفراد عائلته.

وبحسب صحيفة “الأخبار” اللّبنانية، تُعتبر “القدس اليوم” من أبرز القنوات الفلسطينيّة التي تغطّي عن كثب العدوان على غزّة و”تكشف جرائم العدو الوحشية.” وقد وصفت الصّحيفة ما تعرّضت له القناة “بالمجزرة” [5].

طبعًا، الشّهداء ليسوا أرقامًا، لكنّه يجدر الذّكر إلى أنّه، وبحسب الاتّحاد الدّوليّ للصّحفيّين ()، فقد بلغت حصيلة الوفيّات المسجّلة لديهم 89 شهيدًا صحفيًّا فلسطينيًّا و3 شهداء صحفيّين لبنانيّين بحلول 15 كانون الثّاني/يناير 2024 [6]. 

طبعًا، الشّهداء ليسوا أرقامًا، لكنّه يجدر الذّكر إلى أنّه، وبحسب الاتّحاد الدّوليّ للصّحفيّين (IFJ)، فقد بلغت حصيلة الوفيّات المسجّلة لديهم 89 شهيدًا صحفيًّا فلسطينيًّا و3 شهداء صحفيّين لبنانيّين بحلول 15 كانون الثّاني/يناير 2024 [6]. 

ومع ذلك، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينيّة “وفا،” فقد بلغ عدد شهداء الصّحافة الفلسطينيّة 202 صحفيًّا وصحفيّةً منذ اغتيال غسّان كنفاني في بيروت عام 1972 لغاية 19 كانون الثّاني 2024 [3].

واللّافت، أنّ 117 صحفيًّا من هؤلاء الـ202 (أي ما يقارب %57.9 منهم) قد استشهدوا في فترة الحرب الحاليّة، أي منذ السّابع من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023.

وقد نشر المكتب الإعلاميّ الحكوميّ في غزّة عبر حسابه على تلغرام في 18 كانون الثّاني أنّ 119 صحفيًّا فلسطينيًّا قد استشهدوا في هذه الحرب في غزّة، كما أنّه تمّ اعتقال 9 صحفيّين من قبل الجيش “الإسرائيلي” [7].

أمّا دوليًّا، فقد نشرت لجنة حماية الصّحفيّين (CPJ) تقريرًا بعدد غير مسبوق من وفيّات الصّحفيّين خلال فترة الحرب الدّائرة في غزّة. ففي الأسابيع العشرة الأولى من الحرب فقط، قد قُتل على الأقلّ 77 صحفيًّا وعاملًا إعلاميًا، غالبيّتهم فلسطينيّون و3 لبنانيّون، ممّا يشكّل أعلى حصيلة وفيّات في بلد واحد خلال عام كامل منذ أن بدأت CPJ التّسجيل في عام 1992. وبحسب اللّجنة، فقد تمّ الإبلاغ عن استشهاد العديد من الصّحفيّين بغارات جوّيّة “اسرائيليّة،” على الرّغم من وضوح تمييزهم كعاملي صحافة وعدم مشاركتهم الفعليّة في القتال. لكنّ تحقيقات CPJ في هذه الوفيّات يعيقها الدّمار الواسع في غزّة وأنّ العديد من الصّحفيّين لقوا حتفهم برفقة أفراد عائلاتهم، الذين غالبًا ما يكونون مصادر رئيسيّة للمعلومات [8][9][10].

وقد أجرت منظّمات متعدّدة، بما في ذلك منظّمة العفو الدّوليّة، وهيومن رايتس ووتش، ورويترز، ووكالة فرانس برس (AFP)، تحقيقات في ما جرى في 13 تشرين الأوّل في جنوب لبنان. إذ تشير هذه التّقارير إلى أنّ الهجوم، الّذي أودى بحياة الصّحفيّ في رويترز عصام عبد الله وأصاب ستّة آخرين، كان “على الأرجح” اعتداءً متعمّدًا من قِبل القوات “الاسرائيليّة” على المدنيّين، “ويحتمل أن يشكّل جريمة حرب” [11][12][13][14].

كما أشارت منظّمة “مراسلون بلا حدود” إلى أنّ هذه الضّربات الجوّيّة كانت “على الأرجح” هجمات متعمّدة على الصّحفيّين المميَّزين بعلامة “PRESS” أو “صحافة” [15].

وقد أبلغ الجيش “الإسرائيليّ” رويترز ووسائل إعلام أُخرى عن “عدم قدرته” على ضمان سلامة الصّحفيّين في غزّة [16].

وفي 8 كانون الثّاني 2024، قال مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان في بيان صدر على منصّة X: “نشعر بقلق بالغ إزاء العدد الكبير من ضحايا العاملين في مجال الإعلام في غزّة. إنّ قتل جميع الصّحفيّين، بما في ذلك حمزة الدّحدوح ومصطفى أبو ثريا في الهجوم المبلغ عنه على سيّارة من قِبل الجيش “الإسرائيلي،” لتحقيق شامل ومستقلّ لضمان الامتثال الصّارم للقانون الدّوليّ، ومحاكمة أي انتهاكات” [17].

تلعب الصّحافة دورًا حاسمًا في الحروب، من خلال تقديم تقارير في الوقت المناسب تدعم قوانين حقوق الإنسان. فعمل الصّحفيّين حيويّ لجمع الأدلّة وتوفير المساءلة للجرائم الدّوليّة وانتهاكات حقوق الإنسان، وغالبًا ما يثبت أنّه جزء من المساعدات الانسانية المُنقذة للحياة.

ووفقًا لقوانين حقوق الإنسان الدّوليّة، يُعترف بالصّحفيّين كمدنيّين ولا ينبغي أن يكونوا أهدافًا عسكريّة. ينصّ البروتوكول الأوّل لاتّفاقيّات جنيف في المادّة 79 منه على أنّه “يجب اعتبار الصحفيّين المشاركين في مهامّ مهنيّة خطرة في مناطق النّزاع المسلّح مدنيّين …” و”تجب حمايتهم على هذا النّحو بموجب الاتفاقيّات وهذا البروتوكول، [بشرط ألّا يشاركوا في الأعمال العدائيّة]” [18].

بالإضافة إلى ذلك، تؤكد كلٌّ من المادّة 19 من العهد الدّوليّ الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسّياسيّة (ICCR) والمادّة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حقّ حريّة التّعبير وأهمّيّة تبادل المعلومات دون تدخّل [من أي جهة كانت] [19][20]. وطبًعا فإنّ العمل الصّحفيّ جزءٌ من ذلك.

وقد حدّدت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة يوم 2 تشرين الثّاني/نوفمبر يومًا دوليًّا “لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم ضدّ الصّحفيّين،” داعيةً الدّول الأعضاء إلى مكافحة ثقافة الإفلات من العقاب وضمان العدالة للضّحايا [21].

كما يؤكّد قرار مجلس الأمن رقم 2222 على ضرورة حماية الصّحفيّين ومعدّاتهم في مناطق النّزاع [22].

أيضًا، يؤكّد مجلس أوروبا على ضرورة إجراء تحقيقات سريعة ونزيهة في الهجمات ضدّ الصّحفيّين ويدعو إلى اتّخاذ تدابير تضمن سلامتهم وأمنهم [23][24].

نختم هذا التّقرير بإفادة نشرها مكتب حقوق الإنسان التّابع للأمم المتّحدة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة حيث تحدّث المكتب عن وقوع عدّة حوادث قتل لصحفيّين وأفراد من عائلاتهم في غزّة نتيجة للغارات الجويّة والقنص. وقد شدّد المكتب على “معدّل مقلق” لوفيّات الصّحفيّين منذ 7 تشرين الأوّل 2023، وعلى “تحوّل غزة على ما يبدو إلى أحد أخطر الأماكن على الصّحفيّين وعائلاتهم على مستوى العالم.” وأكّد المكتب على الحاجة للحماية والمساءلة، مذكّرًا بالدّور الحاسم للصّحفيّين في الوعي العالميّ.

واختتم المكتب البيان بالرّسالة التّالية: “بفضل عملهم، العالم يشاهد. تجب حمايتهم. يجب أن تكون هناك مساءلة” [25].

:المصادر

[1] https://t.me/alqudstodaytv/127648

[2] https://youtu.be/ViA_gSXhv8k?feature=shared

[3] https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=9652

[4] https://x.com/AnasAlSharif0/status/1747966084928475177?s=20  

[5] https://www.al-akhbar.com/Media_Tv/375390/مجزرة-اسرائيلية-جديدة-بحق-الصحافيين-الفلسطينيي 

[6] https://www.ifj.org/war-in-gaza

[7] https://t.me/mediagovps/2246

[8] https://cpj.org/2023/12/israel-gaza-war-takes-record-toll-on-journalists/

[9] https://cpj.org/2023/12/father-of-al-jazeeras-anas-al-sharif-killed-in-gaza-after-journalist-receives-threats/

[10] https://www.aljazeera.com/news/2023/11/1/to-kill-a-family-the-loss-of-wael-dahdouhs-family-to-israeli-bombs

[11] https://www.amnesty.org/en/latest/news/2023/12/lebanon-deadly-israeli-attack-on-journalists-must-be-investigated-as-a-war-crime/

[12] https://www.hrw.org/video-photos/video/2023/12/07/israel-strikes-journalists-lebanon-apparently-deliberate

[13] https://www.reuters.com/graphics/ISRAEL-LEBANON/JOURNALIST/akveabxrzvr/index.html

[14] https://www.afp.com/en/inside-afp/journalists-killed-and-injured-lebanon-afps-investigation-points-israeli-army

[15] https://rsf.org/en/rsf-video-investigation-death-reuters-reporter-issam-abdallah-lebanon-journalists-vehicle-was

[16] https://www.reuters.com/world/middle-east/israeli-military-says-it-cant-guarantee-journalists-safety-gaza-2023-10-27/

[17] https://x.com/UNHumanRights/status/1744367952000938123?s=20

[18] https://ihl-databases.icrc.org/en/ihl-treaties/api-1977/article-79?activeTab=undefined

[19] https://www.ohchr.org/ar/instruments-mechanisms/instruments/international-covenant-civil-and-political-rights

[20] https://www.un.org/ar/about-us/universal-declaration-of-human-rights

[21] https://www.un.org/en/observances/end-impunity-crimes-against-journalists

[22] https://documents-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N15/153/78/PDF/N1515378.pdf?OpenElement

[23]https://rm.coe.int/factsheet-on-impunity-3june2018-docx/16808b352e

[24]https://www.coe.int/be/web/commissioner/-/not-a-target-the-need-to-reinforce-the-safety-of-journalists-covering-conflicts

[25] https://www.un.org/unispal/wp-content/uploads/2023/12/Killings-of-journalists-and-their-family-members-in-Gaza.pdf