ريان علي احمد | محرر

في تصاعد للتوترات، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات مكثفة على عدة أحياء في مدينة نيالا جنوب دارفور، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. وأفاد شهود عيان بأن أحياء متعددة تعرضت لقصف بالبراميل المتفجرة، من بينها المصانع، والمطار، والرياض، والوادي، والجير

ووفقًا للشهود، تسببت الضربات الجوية في مقتل ستة مواطنين فورًا في حي الجير، مع تسجيل عدد من الجرحى نُقلوا إلى مستشفى نيالا التعليمي. تعترض صعوبة حصر الضحايا نتيجة انقطاع شبكات الاتصالات وانتشار الاصابات في أنحاء المدينة

في موازاة ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع عن مقتل وإصابة 118 شخصًا جراء قصف الجيش السوداني لعدة أحياء بمدينة نيالا. يأتي هذا في سياق استمرار الصراع الذي يعصف بالسودان، مما يثير مخاوف بشأن تفاقم الأوضاع الانسانية في المنطقة

يرافق التقرير تأكيدات من الشهود والتقارير الطبية حول حجم الكارثة الانسانية الناجمة عن الهجمات الجوية، مع تعزيز التحذيرات من تداول الأخبار في ظل انقطاع الاتصالات في أنحاء المنطقة

كما تشهد العاصمة السودانية، الخرطوم، تجددًا للمعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تصاعدت الاشتباكات في جبهات القتال بالمدينة. سُمع دوي إنفجارات قوية في مناطق وسط وشمال الخرطوم، حيث تتمركز القيادة العامة للجيش السوداني وسلاح الإشارة بمدينة بحري

وفي استعراض للأحداث، استهدف الجيش السوداني مناطق تمركز الدعم السريع في أحياء المنشية والجريف شرق الخرطوم، بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة. تعكس الانفجارات والقصف المكثف تصاعد التوترات في المنطقة

من ناحية أخرى، تشير تقارير شهود عيان إلى سماع دوي انفجارات في ضواحي مدينة سنار جنوب شرقي البلاد، مع تحليق طائرات الاستطلاع التابعة للجيش في سماء المنطقة. يظهر هذا التطور الأخير استمرار تأثير الصراع على عدة جبهات، مما يثير المخاوف بشأن تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان

تشهد الساحة السودانية مأساة إنسانية تتفاقم مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 12 ألفًا، وفقًا لتقديرات منظمة “أكلد”. الحرب أسفرت أيضًا عن نزوح 7.1 مليون شخص داخل البلاد، بينما لجأ أكثر من 1.5 مليون إلى الدول المجاورة، في أكبر أزمة نزوح في العالم حسب تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة

تفيد تقارير اليونيسيف بأن 150 ألف طفل اضطرّوا للفرار من منازلهم في ولاية الجزيرة خلال أسبوع، مع تزايد الأزمة الإنسانية. مديرة اليونيسف، كاثرين راسل، أشارت إلى قصص مروعة من النساء والأطفال ودعت إلى حماية أطفال الحرب

إضافةً إلى ذلك، تتزايد الضغوط الإنسانية مع تمدد القتال إلى ود مدني، حيث يعيش النازحون هناك مأساة جديدة. مع إغلاق المحلات التجارية وخوفًا من النهب، تبحث العائلات عن وسيلة لحماية النساء والفتيات من اعتداءات جنسية محتملة

وتكمن الصعوبات في الوصول إلى وسائل النقل بسبب التقدم السريع لقوات الدعم السريع داخل المدينة. مع تزايد عدد النازحين، يواجه الوضع الإنساني تحديات كبيرة في القضارف وسنار، ويتنبأ مسؤولون بتفاقم أزمة النزوح القسري

وقد حذّرت الأمم المتحدة من انهيار النظام الصحي في السودان وارتفاع نسبة الخدمات الطبية التي خرجت عن الخدمة في مناطق القتال. يعاني السكان من انتشار الأوبئة وتدهور الأوضاع الصحية، مما يعكس تحديات هائلة تواجهها البلاد

كما أنّ الأوضاع تشهد ارتباكاً كبيرًا في الساعات الأخيرة بعد تأجيل الاجتماع المنتظر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”. تزايدت حدة الارتباك بعد بيان من وزارة الخارجية السودانية يلقي باللوم على حميدتي، فيما أشار بيان مسرب من وزارة خارجية جيبوتي إلى أسباب “فنية” للتأجيل

ووفقًا لبيان الخارجية الجيبوتية، جاء تأجيل الاجتماع نتيجة لأسباب “فنية”، مشيرًا إلى قرارات قمة الايقاد الاستثنائية في ديسمبر. يرى مراقبون أن الخارجية السودانية قد مارست ضغوطًا لتأجيل الاجتماع الذي يناقش سبل إنهاء الحرب، وتشير منصات إعلامية لقوات الدعم السريع إلى طلب حميدتي بحضور رؤساء الايقاد وممثلين دوليين

أمّا الصحفي أبو عبيدة برغوث، فيرى أنّ تأجيل الاجتماع يعكس استعدادًا لتوسيع المشاركة به، وقد أشار إلى أن هناك اتجاهًا لمشاركة أوسع لضمان التزام أكبر بنتائج الاجتماع. يظهر هذا التطور تعقيد المشهد السياسي في السودان وتأثير الضغوط الداخلية والخارجية على المفاوضات المرتقبة

ويعود سبب الصّراع في السّودان بنسبة كبيرة إلى الصّراع على السّلطة الذي تلا إقالة الرئيس عمر البشير في عام 2019 والانقلاب العسكري في عام 2021. أدّى ذلك إلى توتّرات بين القوّات المسلّحة السّودانية وقوّات الدّعم السّريع، ممّا زاد من تفاقم التّحديات الاقتصاديّة والعرقيّة القائمة. وقد تسبّب الصّراع بأزمة إنسانيّة، وحركة نزوح كبيرة وسقوط ضحايا مدنيين

المصادر

https://www.skynewsarabia.com/live-story/1613248