روزا كامل كلوت | محرر

على الروزانا، على الروزانا، وتستكمل أغنية فيروز تلك، والطفلة بين ذراعي أبيها تنتظر من يسمّيها، روز، روزانا، روزانّا، وتطول اللائحة. ليسأل زوج خالتي بابا “دخلك دكتور، شو ورده بالايطالي؟”، ليقول بابا “روزا”، وهكذا تم إختيار الإسم الذي أحمله. 

روزا، كم فكرت بهذا الاسم، كم تمعنت فيه، وكم أحسست أنّي لا أقتنيه. وكلما أعدت التّفكير بتلك الأربعة أحرف، استذكرت أغنية جورج خباز “شو منا نسمي البوبو”، اسم يحبه الجميع، لا إنتقاد عليه، لا يحقن الفتن بين الطوائف، ولا يشعل الحروب بين البلاد. وها أنا، روزا، محجبة من الجنوب، وأوروبية من إيطاليا، إسمي خفيف نضيف، لا يدوّن تحت قائمة الارهابيّين في الخارج، ومسالم مع جميع الطوائف والمذاهب محلياً. وإذا حدا حب يتنمر عليه فأكبرها بجناسه مع “موزا”.

وأحلى شي بس حدا يسألني عن إسمي، ودائماً كلما أجبت أعيد تكراره، مع لمحات من الاستهجان على الوجه، التي بدورها تسأل بطريقة معينة مبطنة “انت وروزا؟ ليش أصلاً روزا؟ “، وتخرج من الشفتين “حلو هالاسم”. 

نعم، كتير بضل فكر اذا عنجد إسمي هيك، إن كان يحق لي امتلاك تلك التسمية. ولكن رغم كل تلك الشكوك، وعدم الاقتناع به أنه هو إسمي احيانا، أظلّ أحبه. صح اسمي ليس بالثقيل، ولا يهمّ إن قدرته وأحسنت تحصينه، ولكن بحق بعض الأسماء تخدع. فليس كل محمّد برسول، ولا كل عليّ بقلع باب خيبر، وليست كل مريم قديسة طاهرة، ولا كل حسين أفنى نفسه لله وضحى لأجل أمته. ليس الاسم يا صاحبي من يصنعك، بل أنت بحرفة يديك من تصنعه يا صاحب التسمية. كذب من يقول أن اسم الشخص هويته، بل إن هوية الاسم هم الأشخاص حاملوه. وهذا ما يجعلنا نكره بعض الأشخاص من اسمائهم، بفعل من كانوا قد حملوا هذه العناوين قبلهم.

ونحن قومٌ نحمل اسماءنا بكلّ فخر علّ التّاريخ يذكرنا 

لندرك بعدها أنّا بين طيّات التّاريخ قد ضعنا 

صحيح أنّ اسمك ربما سيخلّد 

ولكن بفعلك يا صاح، ذكرك من جديد سيولد 

إن كنت خيّراً فالخير باسمك يمجّد 

وإن كان الشر فيك، فباسمك يطوّق المسد