حسين أبو دية | محرر
…سنحارب
نعم سنحارب الأزمات الثقافية والحياتية بأبطال “التيك توك” والشاشات الإفتراضية، فهم من يحملون صليب البشرية، وينامون على فراشٍ محمولين على أكف جيوشٍ من أبناء الجيل الصاعد
سيحاربون بسحاب البيانات، بسيوفٍ مسنونة “بليكات”، لا وزن لها إلا عند قومٍ خسئت تجارتهم
سيحاربون المجتمع وتقاليده المتأصلة برقصات بهلاونية، يتمايل الخصر فيها على إيقاع يخدش الأذن الموسيقية
سيحاربون العائلة من خلال تقطيع أوصالها بسكين الضيافة التي تحرمنا أمي من استعماله عند تحضير السلطات
. . . . . . سيحاربون، ويحاربون لإبقاء العالم متربص، منتظر الرقصة الجديدة
نعم، للٱسف ومع الكثير من الأسى واللوعة، هؤلاء هم مقاتلون الشجان الذين لا يهابون الكاميرا، ولا الأضواء التي طالما جمعتهم بها أجواء مودة وتفاهم
……جيش محاربينا الباسل قد نصر الأغنية الجديدة بقوة يمنينه ومهارة المنتسبين إليه، فرجاحة عقولهم التي توازي اللا شيء قد حيرت العالم
إن الترفيه قسم أساسي من حياة كل منا، غير أن المبالغة في تسخيف حياتنا، وتفرغتها من الأهداف والقيم السامية، يدفع بالشباب إلى التهلكة. مهما زادت أعداد هذا الجيش الغير منظم، فإن موازين القوى ستبقى تميل -وتحن إن خانها الزمن- إلى الراشدين، والمثقفين
إن طال الزمن، وغرقت الأمة في الخَواء الفكري، ستظل قلة من المستنيرين المتأصلين -الذين ما بدلوا تبديلا- يضربون بمثقف مدججي الواقع الإفتراضي
أرجوكم أيها الٱباء، هلموا إلى إنقاذ أطفالكم، فلذات أكبادكم
أرجوكم أيها الأجداد، قوموا من قبوركم، رافعين سيوفكم فبعض الأحفاد قد أفسد الحياة
أرجوكن أيتها الأمهات، اتركوا طلاء الأظافر قليلًا، واطلوا أبنائكم، بطلاء ثقافي يحضرهم لمواجهة الحياة بفكر لا بحماقة أو بسخافة
أخيرًا، في الزمن التوقعات، أتوقع في المستقبل القريب أن ينال “جائزة نوبل” من يقوم بالترويج لرقصة تجتاح الملايين من الأصنام البشرية