باسم الحرفاني | محرر

 

العائلة عالمٌ من الدفء والحبّ، وحضنٌ 

واسعٌ يمتلئُ بالصخب والضحكاتِ والابتسامات والكلمات والأسرار والدموع، فالعائلة هي أغلى ما يملكه الإنسان؛ لأنّها وطنه الصغير الذي يأوي إليه في كلّ وقت، وهي السور المنيع الذي يستند إليه المتعبون فيُفرغون همّهم كلما أرهقتهم الحياة، فالعائلة أكبر من مجرّد كلمة وأكثر من أن تحتويَها عباراتٌ صغيرة تصفها، تغيّر مفهوم العائلة عبر العصور منهم من يعتبرها نواة المجتمع، ومنهم من يعتبرها مجرّد افراد خلقوا مع صلة في الدم وقرابة تربطتهم باهلهم

مما لا ريب فيه ان المسؤولية الكبرى في تكوين العائلة تقع على الأم والأب، فهم الذين يستطيعون أن يجعلوا منها نموذجًا رائعًا في الحب والإيثار والتواصل، وهم الذين يستطيعون أن يربّوا أبناءهم على حبّ العائلة والانتماء إليها، فتنشئة العائلة النموذجية السليمة ليست أمرًا سهلًا، وإنما تحتاج إلى أبٍ واعٍ وأمٍ حريصة وأبناءً بارّين مُطيعين، فإن صلحت العائلة صلُح كلّ المجتمع؛ لأنّها اللبنة الأساسية فيه، والأساس التي يقوم عليه

امّا في مجتمعنا نفتقد للعائلات المتماسكة المبنية على تماسك افرادها ووحدتهم وتكاتفهم في مواجهة مصاعب الحياة التي تسعى الى افتراقهم. ومع الاسف اصبح مجتمعنا قائمٌ على قاعدةانا والغريب على اخيبحيث تفكّكت العائلة وفقدت جوهرها. وجزءٌ من ذلك يعود لعدم تربية الاهل على الوحدة ما بين اولادهم، والجزء الآخر يعود للثقافة التي يكتسبها الطفل من مجتمعه ومدرسته بحيث عليه ان يكون في الصف امامي في جميع المواقف والصعاب التي تواجهه؛ على سبيل المثال: نيله المركز الاولى في المدرسة من حيث العلم والرياضة وتفوّقه في جميع المواد، غير مبالين كيف تأتي بهذه النتائج، وهذا ما يولّد حب الذات والفوقية عند الطفل

العائلة هي الشجرة العظيمة التي تُلقي بظلالها على أبنائها وتمنع عنهم لهيب الأيّام وحرارة النوائب، وهي ذات الشجرة التي تُلقي بثمارها على أفرادها وتجمعهم على قلبٍ واحدٍ وسُفرةٍ واحدة، وهي التي تجعل للكثير من الأشياء معنى. فعلينا ان نحث اطفالنا على العمل سويّا لتحقيق الافضل للجميع، لننهض بمجتمع اساسه متين، مبنيّ على العدالة والاخوّة والتكاتف

.إن الحياة صعبةٌ كما هي ولا تحتاج  للمنافسة الزائدة التي يفرضها علينا مجتمعنا