تبسيط البحوث العلمية المعقّدة هو فن من فنون الصحة العامة

في مارس/آذار 2020، شعرت ميرفت ترمس بمرض شديد. فلقد ظهرت نتيجة اختبار فيروس كورونا (كوفيد-19) إيجابية. عانت ميرفت من أعراضٍ حادة منها صعوبةٌ في التنفس، آلام شديدة في العضلات، تشوّش التفكير، والغثيان. لم تكُن تقوى على النهوض من الفراش يوميًّا دون معاناة. “وكأنني نسيتُ كيف أتنفس!”، تستذكر ميرفت. فأوجاعها كانت شديدة.

شعرت ميرفت بالقلق حينما كانت تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي فإنها رأت العديد من منشورات لأشخاص يستخفّون بعدوى (كوفيد-19) ويصفونها بأنها إنفلونزا بسيطة، حتى إن بعضهم يكاد يجْزم بعدم وجود العدوى. شعرت ميرفت حينئذ بضرورة مشاركة تجربتها مع الآخرين لإخبارهم بحقيقة وجود العدوى وخطورة آثارها الصحية.

وبعد مرور عام على تعافي ميرفت من (فيروس كورونا)، كانت أعراضها لا تزال موجودة. من كان يعلَم أن اللقاح سيكون العلاج لألمها؟ تقول ميرفت: “لقد كنت من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا طويل الأمد. فبعد مرور عام على إصابتي بالعدوى، كنتُ مازلت أشعر بالألم في جميع أنحاء جسدي. وبعد أسبوعين من تلقي اللقاح، تلاشى ذلك الألم. عندما سمعت الطبيبة (أكيكو إيواساكي) تتحدث عن هذا الأمر، فهمت ما يمكن أن يكون قد حدث. يبدو أن المشكلةَ كانت وجود بقايا الفيروس الكامنة في جسمي واللقاح كان الحل. الآن، عدت إلى طبيعتي!”

أعلنت ميرفت إصابتها بفيروس كورونا على حساباتها في مواقع التواصل الإجتماعي، وبدأت بنشر تفاصيل عن رحلتها المؤلمة مع (كوفيد-19). منذ ذلك الحين، عزمت ميرفت على تبسيط البحوث العلمية المتعلّقة بفيروس كورونا. فكانت تمضي ساعات طويلة يوميًا في قراءة مقالات علمية وتقارير وبيانات حول (كوفيد-19)، لتقوم بعدها بنشر معلومات مُبسّطة استخلصتها من قراءاتها على حساباتها في مواقع التواصل الإجتماعي. وعند سؤالها عن هدفها من ذلك، أجابت ميرفت: “لا أريد تغيير آراء الناس. هدفي هو توجيههم إلى مصادر معلومات مفيدة وموثوقة حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة.”

تُعرب ميرفت عن دهشتها من ردود أفعال متابعيها وحماسهم لمعرفة المزيد. إن الناس في أمسّ الحاجة إلى معلومات موثوقة بلغة سهلة وسلسة. لقد بدأ متابعوها بإحالة أصدقاء عندهم أسئلة حول فيروس كورونا إليها. وبدأت مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بها تشهد نموًّا ملحوظًا. تجاوب ميرفت بسرور على جميع الاستفسارات التي تتلقاها، حتى وإن اضطرت للبحث لساعات عن الإجابة. بالنسبة لها، فإن المكافأة التي تحصل عليها هي الفرحة التي تشعر بها عندما تعلَم أن شخصاً ما قد استفاد من منشوراتها.

على الَّرغْمِ من أن جائحة كورونا كانت الدافع خلف مشاركة ميرفت لهذه المعلومات من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن اهتمامها بالصحة العامة ليس بالأمر الجديد. تقول ميرفت: “لطالما أردت مساعدة الآخرين والعمل كمصدر موثوق للمعلومات لتعزيز صحة الأفراد، هذا ما قادني إلى مجال الصحة العامة ولذلك اخترت تعزيز الصحة والصحة المجتمعية كبرنامج للدراسات العليا في الصحة العامة. هذا ما أَردت فعله، أردت أن أكون داعمة للصحة ومتحدثة عنها.” وتنوّه ميرفت إلى أنها تخطط للتعمق في مجال التواصل الصحي والسياسة الصحية في المستقبل، وهو مجال لم تكن تعتقد أنها ستزاوله قبل ظهور فيروس كورونا. لقد أدركت أن شغفها يكمن في هذا المجال.

من خلال عملها الدؤوب، تساعد ميرفت الآخرين في حماية وتعزيز صحتهم وصحّة أحبائهم. هذا هو فن الصحة العامة! هو فنّ يتضمن جوانب عديدة، أحدها هو تعزيز الصحة من خلال أساليب مبتكرة. ميرفت قد وجدت شغفها، فهل وجدتم شغفكم أيضًا؟