By Elsy Makki | Staff Writer

بعض الآلام التي نحملها يوميًّا لها حلولٌ جذرية، والشفاء منها ليس مستحيلًا. لكن المعاناة الحقيقية تكمن في تلك الجروح التي ترفض الالتئام – تلك التي نقنع أنفسنا بأنه *يجب* أن نُشفى منها، ونقضي حياتنا نلهث وراء طرقٍ للهروب منها:عبر العلاج النفسي أو الانغماس في العادات المفرطة أو تشتيت انتباهنا بمشاغل الحياة. لكن السؤال الأكبر يظل عالقًا: هل سنُشفى يومًا من هذا الفراغ بداخلنا؟ أم أن علينا أن نتعلَّم تقبُّله؟ ربما علينا أن نعترف بأن بعض الآلام ستظل محفورة في أرواحنا، لن تختفي أبدًا، وأنها قد تكون جزءًا من تشكيل هويتنا، ثابتةً لا تتغير؟  

لم أطلب يومًا أن أغار عندما أرى عائلة سعيدة ومتماسكة تضحك معًا، خالية من الصراخ والتوتر. لم أطلب يومًا أن أتعلق بشخص لا يظهر أي اهتمام، يشبه البعد الذي شعرت به مع غياب أبي

لم أرغب يومًا أن أصبح أسيرةً لإرضاء الجميع، فأخنق روحي لمداراة مشاعر الآخرين.  

 لم أرغب بزرع توقعاتٍ غير واقعية في دراساتي اليومية – لكنني فعلت، نتيجة لحب أمي الطموحة لي وإنجازاتي.  

هذه التفاصيل الصغيرة هي التي نحتت مَن نكون. إنها مصدر حزن وجذور هروب و المحاولات اليائسة “لإصلاح” ما يبدو غير قابلٍ للإصلاح.  

لكن ماذا لو كان الشفاء ليس محوًا لهذه التشققات؟  

ماذا لو كانت حساسيتي المفرطة، وحزني الهادئ حين أرى سعادةً لم أعشها، وشعوري بالذنب حين أجرؤ على قول “لا”، وحتى المعايير القاسية التي أفرضها على نفسي… ماذا لو لم تكن عيوبًا يجب تدميرها، بل خيوطًا تُنسج منها تفردي؟  

ربما التحرر الحقيقي لا يكمن في محاولات الإصلاح الا منتهية، كأننا مشاريع إصلاحٍ لا تاريخَ لانتهائها.  

ربما يكمن في العيش *بجانب* هذه الصراعات – بصدقٍ ووضوح – بدلًا من المطالبة باختفائها.

فَكَيْفَ أخافُ مِنْ ندوبِي وَأنا لَوْ سَقَطَتْ مِنْ جَسَدِي…

لَسَقَطَ مَعَها أَنَا؟