By Nadine Rizk | Staff Writer
لست بصدد كتابة مقالة كلاسيكية، والبدء بمقدمة تجذب القارئ وتلفت انتباهه، فلا أظن أن من لمح صورة وجهها يومًا استطاع أن يغيّبه عن عقله بعد رحيلها، ولا أعتقد أن من شهد ركام منزلها يتهاوى فوق يدها كانت له القوة الكافية لينسى ما رآه. لذلك، وكي اختصر الأمر، أقول أن غايتي من كتابة هذه السطور هو شيءٌ واحد، أن يعرف العالم من نحن، ومن هي تلك الفتاة البقاعية التي سالت دماؤها فداءً للجنوب، ولبنان، وفلسطين..
فرح هشام مقداد، مواليد ١٦/١٠/٢٠٠٦، من قرية مقنة البقاعية، عرفنا فرح بعد دخولها الجامعة، دخلت الفصل الماضي لتدرس علوم الكمبيوتر (computer science)، وقلّةٌ من كانت تعلم أنها تدرس هندسة الكمبيوتر أيضًا في الجامعة اللبنانية. لم تكن ممّن ينتظر الجامعة ليرسم حلمه، فسجلُّها حافل بالإنجازات والمسابقات والجوائز التي حصدتها، نذكر منها:
- مسابقة LAU Model Arab League
- مسابقة Mun
- مسابقات science fair لعدّة سنوات
- تحدي القراءة على صعيد العالم العربي
- تقديم مشروع smart life saver والفوز بالمرتبة الأولى
- programming workshops at aub
- المشاركة في Technology-Invention at the 28th Annual Science, Mathematics, and Technology Fair ونيل المرتبة الأولى
- مسابقة القصة القصيرة بأقلامهم على صعيد العالم العربي – من مؤسسة الفكر العربي
وغيرها مما لم تُسعف الذاكرة أن نكتبه..
لم نعرفها كثيرًا، كانت نسمةً رقيقة تلفحُ الوجه في الحرّ، أو شُربة ماءً تروي ظمأ عطشان، قليلة الكلام، كثيرة الابتسام، يعزُّ عليّ أنَّ ذكرياتنا معًا تُعدُّ على الأصابع، تمرُّ في ذهني شريطًا سريعًا يُكرّر نفسه مرارًا حتى تقطعه آلة الحرب الصهيونية وتنسفه، كما قطعت ملايين الأشرطة والذكريات، لأناسٍ لم يملكوا غيرها في وحشة هذا العالم.
٣١/١٠/٢٠٢٤، اليوم الذي استهدف فيه العدو الإسرائيلي بغاراته العنيفة قرية مقنة البقاعية، مُكشِّرًا عن أنيابه أمام المدنيين العُزّل، والعائلات التي لم ترضَ أن تترُك أرضها في تلك الظروف. استُشهدت فرح، ومعها والداها وإخوتها الثلاثة وابنُ عمّتها.
هشام المقداد
محمد هشام المقداد
فاطمة هشام المقداد
علي هشام المقداد
سارة يعقوب
محمد مهدي يعقوب
أسماء ليست كغيرها من الأسماء، عائلة كاملة مُسحت من السجلّ المدني، كما مُسحت غيرها، ولم يُحرِّك العالم ساكنًا. العالم المُتشدِّق بحقوق الإنسان والطفل، أينه من كل هذا؟ أين مُدّعو الإنسانية؟ ألم يسمع أحدهم بما جرى؟ ولكن لا، لن ننادي العالم نفسه الذي صمّ آذانه عن آهات فلسطين، وأغمض عينًا على ما لم يسمح لأطفال غزة بأن يغمضوا أعينهم في الليل. لن ننادي أحدًا بعد الآن، فدماؤنا أوضح من الشمس، وجراحُنا لا تزال تحكي القصص كُل يوم، كيف نستدرُّ عاطفة ضمائر ميتة؟ ونحن من اشترينا بلادنا بدمائنا، كيف نستجدي أصوات الشعوب؟ ونحنُ من قدّم الأرواح لتبقى رؤوسنا مرفوعة، فتُقطع ولا تنحني..
هكذا نحن، وهؤلاء هم نحن، كوردِ الدّحنون، كترابِ الجنوب الأبيّ، أقوياء، أعزاء، نقتاتُ الشَّرف ونرتوي الكرامة، قاموسنا لا يعرفُ كثيرًا من الكلمات، لكنه يعرف كيف يخطُّ تاريخه على طول الجغرافيا. وهكذا هي فرح، وهذه هي فرح، القادمة من أرض الكرم والجود. بقاعُنا السخيُّ نثر وروده على أرض الجنوب، ليتَّحِد لبنان بِدم أبنائه، ويرسم انتصارًا لم يعرفه العالم من قبل، انتصارٌ كتبته فرح، والآفٌ مثل فرح، ممّن وهبوا حياتهم قربانًا لبلادهم، ربما لم يبقَ من أجسادهم شيء، لكنهم كانوا صوتًا يعلو فوق العدم، قصّةً تُروى كلَّما نزف جُرح الغياب.
لم ترحل فرح، بل بقيت حلمًا يؤرق قلبَ كُلِّ من عرفها، وشوكةً تُغرز في عين المُحتلّ، ستبقى كزغاريد الأمهات يوم التحرير، والأرُزِّ المتناثر فوق رؤوس العائدين، والدموع التي تنمو عليها أشجارنا، ستبقى، وسنبقى، ويفنى بِناءُ العدى..
My dog translator journey with Max taught me how to decode dog communication like a total pro—and now, you’ve got the tools too. From the first confused bark to confidently using dog training whistles and reading subtle tail wags, it’s been a wild (and heartwarming) ride. You’ve learned how to read barks and body language, master the whistle game for recall and obedience, tackle common behavior issues, and explore both high-tech and DIY dog translator tools. dog whistles