آمنة هو مشروعمتعدد المكونات يهدف إلى مساعدة الفتيات السوريات اللاجئات في لبنان على تطوير مهاراتهن الحياتية والبقاء في المدرسة، و بذلك يهدف المشروع إلى الحدّ من الزواج المبكر و نتائجه الصحية السلبية على الفتيات. يُدار هذا المشروع من قبل فريق بحث متعدد التخصُّصات في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأمريكية في بيروت. استنادًا إلى نهج تمكين الفتيات و النساء، يتمثل الهدف الرئيسي لمشروع آمنة في معالجة الأسباب التي قد تؤدي الى زواج الفتيات قبل عمر ١٨ (ما يسمّى بالزواج المبكر)، وتزويدهنّ بمعلومات حول البلوغ والصحة الإنجابية والخدمات الصحية.
بدأ مشروع آمنة بعد دراسة مسحية أُجرِيت حول التعليم والزواج بين الفتيات السوريات اللاجئات المقيمات في ثلاثة مدن في منطقة البقاع في لبنان. وأظهرت نتائج الدراسة أن نصف الفتيات السوريات اللّواتي تتراوح أعمارهنّ بين ٩ و ١٧ عامًا لا يلتحقن بالمدرسة، وأن ٢٤٪من اللّواتي تقلّ أعمارهن عن ١٨عامًا هن متزوجات. ولذلك، تم تصميم مشروع آمنة كدراسة علمية لتنفّذ على مرحلتين.
المرحلة الأولى من مشروع آمنة – حفل تخرج
المرحلة الأولى
بدأت المرحلة الأولى من مشروع آمنة في عام ٢٠١٨ كدراسة تجريبية مع فتيات سوريات تتراوح أعمارهن بين ١١ و ١٤عامًا و مسجلات في مدرسة من مدارس بلدة بر الياس. اتبعت الدراسة النهج البيئي، و ركّزت على الأسرة والمدرسة كمؤسستين تؤثران على تنمية الفتيات، بالإضافة إلى نهج تمكين الفتيات مع مراعاة سياق النزوح. تكوّنت الدراسة التجريبية من ١٦ وحدة حول المهارات الحياتية (مثل التواصل وصنع القرارات) بالإضافة إلى تزويد الفتيات بمعلومات عن الصحة والنظافة خلال فترة البلوغ، المساواة بين الجنسين و حقوق الإنسان، العلاقات الشخصية والزواج، و أخيراً الآثار السلبية للزواج المبكر. تضمنت كل وحدة عددًا من الجلسات التفاعلية تمّ تقديمها من قبل عاملات مجتمعيات سوريات. كما تضمنت الدراسة التجريبية جلسات دعم اللغة الإنجليزية، حيث أنها طُلبت من قبل الأهالي، بالإضافة إلى جلسات نقاش مع أمهات الفتيات.
“كانت ابنتي خجولة. ما يعجبني في مشروع آمنة هو أنها أصبحت الآن أكثر وعيًا ويمكنها الإجابة عن نفسها” – أم مشاركة في مشروع آمنة
“أنا سُررت أن ابنتي تعلمت عن البلوغ من خلال مشروع آمنة، لأن الفتاة تخجل من أن تتحدّث مع أمها…لقد خفّفتم عني عبء الحديث عن هذا الموضوع” – أم مشاركة في مشروع آمنة
المرحلة الثانية
بناءً على الدروس المستفادة من الدراسة التجريبية، صُمّمت المرحلة الثانية لمشروع آمنة كدراسة تداخلية تمتد لفترة تسعة أشهر، و تشمل فتيات سوريات يسكنّ في بلدة بر الياس و تتراوح أعمارهن بين ١١ و ١٧ ، سواء كنّ مسجّلات في المدرسة أو تركنها. يعتمد المشروع على نفس نهج تمكين الفتيات و تزويدهنّ بمعلومات عن الصحة مع التركيز على المواضيع التي تتعلّق بالبلوغ والصحة الإنجابية والخدمات الصحية. سيشمل مشروع آمنة أيضاً جلسات تفاعلية مع أمهات الفتيات بهدف تحسين تواصل الأم وابنتها خاصة فيما يتعلق بمسائل الصحة. و أخيراً، سيشمل المشروع مجموعة مقارنة وهي عبارة عن فتيات من بلدة أخرى في البقاع لهن نفس خصائص مجموعة الدراسة ولكنهن سيتلقين جلسات حول التغذية السليمة.
بدأ العمل في المرحلة الثانية لمشروع آمنة في مطلع عام ٢٠٢٠ و لكنه توقف بسبب جائحة كورونا. يطمح فريق البحث مواصلة المشروع في صيف ٢٠٢١ مع مراعاة كل إجراءات الوقاية اللازمة للحد من تفشّي الوباء في مجتمعات اللاجئين.